المشاط: مصر اعتمدت إصلاحات اقتصادية هيكلية في مواجهة أزمة كورونا
قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، إن مصر تعاملت مع أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” بالاعتماد على إصلاحات اقتصادية هيكلية من أجل تمكين المزيد من مشاركة القطاع الخاص والشمول المالي، والمرتبط بإتاحة الخدمات عبر الإنترنت والهاتف مثل توصيل اعتمادات التضامن الاجتماعي والتعليم.
جاء ذلك خلال لقاء أجرته الوزيرة عبر تقنية “الفيديو كونفرانس” مع طلاب أكاديمية الدبلوماسيين دفعة 2019-2020، باعتبارها من القيادات الشابة الممثلة للحكومة المصرية.
وأشارت الوزيرة إلى أن خطوات أسرع اتخذت لتفعيل هذه الإصلاحات في التعاون مع المؤسسات الدولية والتعاون الثنائي مع مختلف الدول، لافتة إلى أن أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد تدفع صانعي السياسات ليصبحوا أكثر ابتكارا في التعامل مع الأزمة، إذ تمثل تحديا لجميع الدول، ويبقى التضامن والتعاون هو اللغة المشتركة في مواجهتها.
وفي ردها على سؤال حول تأثيرات فيروس كورونا المستجد على العالم، رأت أن الجانب الإيجابي هو قدرة المواطنين على التغير، حيث أثبتوا تمكنهم من التحول السريع للعمل والدراسة من المنازل.
وتابعت: “لا أحد يصدق أن الحكومة كانت لتسمح لموظفيها بالعمل منزليا، فأصبح الكثيرون منتجين أكثر من ذي قبل، وتم تجنب إهدار الوقت والجهد على الطرق”.
واستطردت بأن الجانب السلبي هو “أن الوباء كان مفاجئا بالنسبة للشركات والحكومات، وأصبح علينا أن نستعيد رحلات الطيران والسياحة ومراكز التسوق والمطاعم، فهناك بعض المجموعات التي تأثرت أكثر من غيرها”، وردا على سؤال عن اندماج مصر مع أوروبا، قالت إن مصر لديها علاقات قوية وعميقة وثنائية مع الاتحاد الأوروبي ودوله، والتعاون الاقتصادي والاستثمارات الأوروبية في مصر متجذرة على مر الزمن.
وعن تعامل القارة الإفريقية مع أزمة فيروس كورونا، قالت المشاط: “عندما أفكر في أفريقيا أجد أنها القارة المعرضة للمعاناة أكثر من غيرها بفعل صدمة هبوط أسعار النفط، وتأثر سلاسل التجارة؛ فعلى سبيل المثال أثر تراجع استهلاك الشوكولاتة في أوروبا على أرباح مزارعي الكاكاو في إفريقيا”. واعتبرت أن الحديث وتبادل الخبرات بين الدول حول سبل مواجهة الوباء المختلفة من ضمن الأساليب الهامة لتخطي الأزمة.
وردا على سؤال حول مساعدة اللاجئين داخل مصر على التأقلم مع أزمة كورونا، ذكرت المشاط أن مصر لديها طبيعة خاصة في استقبال من يطلق عليهم “لاجئين” في كثير من الدول الأخرى، فهي لم تصنفهم مطلقا كلاجئين بل مهاجرين يقدر عددهم بحوالي 5 ملايين شخص من سوريا والسودان واليمن، وهم لا يعيشون في معسكرات أو خيام، بل وسط المصريين حيث يسكنون إلى جوارهم ويدرسون في مدارسهم، ويتقاسمون معهم سبل العيش.
وردا على سؤال حول إمكانية أن يعصف الوباء بالإصلاحات التي قامت بها مصر منذ عام 2018 لعودة ازدهار قطاع السياحة، شددت الوزيرة على أنها عندما تولت حقيبة وزارة السياحة في يناير 2018، وضعت خطة متكاملة على ان تتواصل بغض النظر عن استمرارها في المنصب أم لا، مضيفة أن الجهد الذي بذل وضع مصر في منطقة أخرى عالميا على خريطة السياحة.
وأشارت إلى أن الحكومة وقفت إلى جانب هذا القطاع بكل قوة منذ بدء الأزمة، من منطلق التفكير في أهميته البالغة، وتخطط لاستعادته بعد انتهاء الوباء، قائلة: “نأمل أن يستمر ما حققته مصر كعلامة متميزة في سوق السياحة العالمية خلال العامين الأخيرين”.
وفي إجابتها على سؤال حول ما على الدول فعله لمساعدة بعضها البعض في تخطي الأزمة، قالت إن هناك الكثير مما يمكن فعله، فنظرا إلى أن كل دولة تتخذ مسارا مختلفا، يصبح لدى كل منها قصة جيدة تروى في التعامل مع الوباء، والأمم المتحدة هي البوتقة التي تجمع هذه الدول.
وعن تعامل الاتحاد الإفريقي مع الأزمة المؤثرة بشدة على دوله، قالت المشاط: “مصر كانت تتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حتى فبراير الماضي، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وضعا إجراءات لتخفيف أزمة أقساط الديون عن الدول ذات الدخل المنخفض وعلى رأسها الإفريقية. كما صدرت دعوة عن الاتحاد لتأجيل سداد أقساط الديون في إطار مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)”.
وردا على سؤال حول عوامل النجاح بالنسبة لقيادة حكومية شابة مثل رانيا المشاط، ذكرت أنها اعتمدت على 4 عوامل هي الاشتغال على النفس طول الوقت وإيجاد ما تتميز به، فالمهارة تفتح الأبواب أمام أي شخص يريد النجاح، والأمر الثاني هو الاهتمام بالعلاقات الشخصية، والثالث هو الثقة، والرابع وهو الشخصية الجذابة، قائلة: “تعرضت لمواقف كنت فيها الأصغر في المكان أو المرأة الوحيدة وتعين علي أن أقدم ما يأسر اهتمام الحضور”.
ونصحت المشاط طلاب الأكاديمية بأن يفكروا جيدا فيما يريدون أن يصلوا إليه وأن يتفاءلوا بقدرتكم على النجاح وألا يتخلوا عن أحلامهم أيا كانت الصعاب.