القولون التقرحي .. ” الأعراض والأسباب والعلاج”

قلم / د. طيب فاروسي

القولون التقرحي ؛ هو التهاب مترافق مع تقرّح في الجهاز الهضمي وحصراً في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة ( القولون والمستقيم ) .

أعراض هذا المرض لا تظهر فجأةً بل تتطور وتزداد حدّة مع مرور الزمن ومنها إسهال شديد قد يكون مدمّى ، دم قليل في البراز ، ألم في المستقيم ، الحاجة الملحة للتبرّز دون القدرة على ذلك ، صعوبة في إخراج البراز ، فقدان الوزن ، حمى مجهولة السبب قد تستمر لأيام . وهذه الأعراض تختلف حدتها ونوعيتها من شخص إلى آخر .

قد يحصل هذا التقرّح الالتهابي في المستقيم بقرب الشرج ، أو بأسفل القولون أو يشمل القولون والمستقيم بشكل كامل .

أسباب المرض إما مناعية تتعلق بحصول خلل في الاستجابة المناعية للجهاز المناعي تجاه فيروسات أو بكتريا دخيلة فيكون الرد موجّه ضد الخلايا السليمة أيضاً في المنطقة المصابة ، وقد تكون الأسباب وراثية ولكن بنسب أقل .

على المريض عند حصول أعراض حادة لديه استشارة الطبيب مباشرة حتى لا تحصل له مضاعفات خطيرة قد تهدد حياته ، ومن هذه المضاعفات نزيف حاد . جفاف شديد ، هشاشة عظام ، زيادة خطورة التعرّض لجلطات دموية وسرطان قولون أو تورم وثقوب فيه مع احتمالية حصول التهاب بالجلد والمفاصل والعيون .

العلاج يكون بعد تشخيص الحالة من قبل الطبيب ومعرفة الأسباب ومن ثم تحديد العلاج المناسب سواء كان بالأدوية أو بالجراحة .

الأدوية يصفها الطبيب حسب حدة وشدة ونوع الحالة المرضية ، فهناك أدوية من نوع الأمينو ساليسيلات أو كورتيكوستيروئدات ( ولكن لفترات محدودة فقط ) ، وفد يصف الطبيب مثبطات مناعة أو سيكلوسبورينات في حال عدم الاستجابة للأدوية الأخرى مع أخذ الحيطة والحذر أنّ جميع الادوية السابقة لها آثار جانبية كبيرة لذلك لا يجب استخدامها لفترات طويلة.

وهناك أنواع أخرى من الأدوية مثل أدوية الحزيئات الصغيرة ( بروتينات يفرزها الجهاز المناعي نفسه ) ، والادوية الحيوية الموصى بها فقط من قبل الـ FDA ..

وفي الحالات البسيطة يصف الطبيب مضادات الإسهال مثل لوبراميد ومسكنات الالم مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية ( ايبو بروفين ، ديكلوفيناك الصوديوم ) ، ومكملات الحديد ( النزيف الشديد يسبب فقر دم بنقص الحديد ) ..

ونهايةً وفي حال فشل العلاج بالأدوية أو ربما قيل ذلك؛ قد يوصي الطبيب بالجراحة ( تنظير ، استئصال ) .

لا توجد دراسات مثبتة أن هناك أنواع معينة من الأطعمة هي المسؤولة بشكل رئيسي عن هذا المرض ولكن هناك توصيات للمرضى بالإقلال من الحليب لربما عندهم عدم تحمل لمادة اللاكتوز الموجودة فيه وتناول وجبات صغيرة خلال اليوم وليس وجبة أو اثنتان ضخمتان والاكثار من السوائل خاصة الماء والابتعاد قدر الامكان عن المنبهات والكافيين، والامتناع عن المشروبات الغازية والكحوليات ومشروبات الطاقة والتخفيف أو الامتناع عن الدخان والتخفيف من الاسترس والتوتر واللجوء الى النوم الكافي وتمارين الاسترخاء والتنفس العميق .

المصادر : مايو كلينك / كليفلاند / أمريكا