بمشاركة رئيس الاتحاد الدولي للناشرين..انطلاق مؤتمر الملكية الفكرية ضمن فعاليات “البرنامج المهني” لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
انطلقت اليوم النسخة الأولى من مؤتمر “الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة”، والذي يعقد ضمن فعاليات البرنامج المهني للدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بحضور الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة نائبا عن وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني،دكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، اللواء عاصم الشريف مدير الإدارة العامة لحماية الملكية الفكرية، خوسيه بورغنيو”، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، محمد رشاد عبده رئيس رئيس اتحاد الناشرين العرب، سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وعدد كبير من الناشرين والمهتمين بصناعة النشر.
وخلال الكلمة التى ألقاها الدكتور هشام عزمي، نيابة عن الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، قال “يسعدني أن أرحب بحضراتِكُم في مستهل هذا المؤتمر المهم الذي ينعقد تحت عنوان الملكية الفكرية: حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، هذا المؤتمر الذي يُعبر عن رؤية الدولة المصرية ويبرهن على إرادتها في دعم حماية الملكية الفكرية تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي – رئيس جمهورية مصر العربية.
وأضاف، يعد المؤتمر هو الأول من نوعه بعد تدشين مصر الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في سبتمبر الماضي للمرة الأولى في تاريخها بتوجيه رئاسي، ومن خلال لجنة شكلت لهذا الغرض في مجلس الوزراء، ولقد جاء إطلاق الاستراتيجية إدراكا من الدولة وإيمانا منها بدور حماية الملكية الفكرية في دفع عجلة الاقتصاد المصري وتحقيق هدفٍ من أهداف التنمية المستدامة في إطار رُؤية مصر 2030.
وأوضح أن هذه الرؤية التي تتضمن الملكية الفكرية كركيزة أساسية من ركائزها بغية إن تَكُونَ حَافِزًا للإفراد لمواصلة الإبداع بشتى صوره وإشكاله في الجمهورية الجديدة، وهو ما يظهر جليا في عنوان هذا المؤتمر ومحاوره، وقد كَانَ لِمصر باع طويل فيما يتعلق بالانضمام للعديد من الاتفاقيات و المُعَاهَداتِ الدُوَلِيةِ فِي مَجَالِ حُماية الملكية الفكرية، حَيثُ وَصَلَ عَدَدُ الاتفاقيات والمعاهدات التي قامت مصر بالتوقيع عليها تسع اتفاقيات ومعاهدات خلال ما يزيد عن ثمانين عاماً ، من ناحية أخرى، فلقد نص الدستور المصري في مادته رقم 69 على حماية حقوق الملكية الفكرية بشتى أنواعها في جميع المجالات، بالإضافة إلى القَانُونِ، وهكذا، فلقد كَانَ إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية استكمالا للعديد مِن الخُطُواتِ التي تم اتخاذها على مدى عقود من الزمن.
وأشار أن المؤتمر، يطرح من خلال جلساته النقاشية الأربع العديد من الآراء والمقترحات لمجموعة من الخُبَراءِ يمثلون أهم المُنظَمَاتِ وَالاتِحَادَاتِ والوزارات المصرية والعربية والدولية المنوطة بهذا الشأن، إضافة إلى تسليط الضوء على رُؤيَةِ الدولة المصرية واهتمامها بالحفاظ على حقوق الملكية الفكرية وخاصةً حَق المُؤلِفِ والنَّاشِرِ عَلَى المُستَويين المحلي والدولي، فان وزارة الثقافة ستقوم بطرح التوصيات التي يتمخض عنها المؤتمر على اللجنة المسئؤلة عن الاستراتيجية الوطنية.
وقال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن حماية الملكية الفكرية أصبح فرض عين، وذلك اتساقا مع رؤية مصر ٢٠٣٠ والاستراتيجية الوطنية لحماية الملكية الفكرية، وأضاف إن هذا المؤتمر الذي نحن بصدد إطلاقه اليوم نستهل به البرنامج المهني لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية، حيث انطلق العام الماضي بعنوان برديات، وهو عنوان اختيار بعناية ليعبر عن عمق الثقافة والحضارة المصرية وامتلاكها لمخزون ثقافي ومعرفي هائل يستحق منا أن نعمل على صونه وحمايته وتعزيزه وأن نحسن استثماره، ولم يكن مصادفة ان نستهل هذه الدورة بمؤتمر الملكية الفكرية ترسيخا واتساقًا مع رؤية مصر ٢٠٣٠، وكذلك مع الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية التي أطلقت برعاية كريمة من فخامة الرئيس، هذه الرؤية التي نستقبل بها جمهوريتنا الجديدة التي تحمي المبدع وتحافظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، وتسعى جاهدة إلي أن تنطلق إلي مستقبل مازلنا نتلمس ملامحه
وتابع، لاشك أن العالم مر بتحولات كثيرة منذ منتصف القرن الماضي، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، فكانت مرحلة العولمة ثم تبعها بعد ذلك مجتمع المعلومات، لنعيش الآن فيما يعرف بمجتمعات المعرفة، وما كدنا نتعرف على مجتمعات المعرفة، حتى صدمنا بجائحة غيرت مصير العالم، فالآن نتحدث عن العالم ما بعد كورونا، هذه الجائحة التي استطاعت أن تخلف وراءها الكثير من المنصات الرقمية والفضاءات والعوالم المليئة بمخزون معرفي وإبداعي هائل.
وشدد، على أن علينا أن نضع رؤى للحفاظ على المعارف التقليدية والإبداع بأنماط المختلفة والمبدعين جميعا استثمار للمعرفة الإنسانية وحفاظا على حق الأجيال القادمة.
وأضاف على كل الشعوب التي تمتلك ثقافة ومبدعين ومؤسسات معنية بصناعة النشر أن تؤازر لذا كان هذا المؤتمر الذي سيسعي من خلال خبراء ومتخصصين ومعنيين وصناع أن يضع رؤى يمكن أن نخرج بها بتوصيات تنضم إلى الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية.
ومن جانبه عبر خوسيه بورغنيو، عن سعادته بالدعوة لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والحديث في هذا المؤتمر المهم، الذي يناقش واحدة من أهم القضايا التى تؤثر في صناعة النشر حول العالم، وأضاف أن اتحاد الناشرين الدوليين أكبر اتحاد في العالم للجمعيات الوطنية والإقليمية والمتخصصة لناشري الكتب، وتعمل علي تنمية الاقتصادية والثقافية، وتغطي عددا كبير من الدول حول العالم ، كما تهتم بحقوق النشر والملكية الفكرية علي مستوي العالم، وتتعاون مع عدد كبير من المنظمات التعليمية والجامعية، وتتكون عضويتها من 92 منظمة من 76 دولة حول العالم.
واستعرض محمد رشاد، محاور الاستراتيجية الوطنية لحماية الملكية الفكرية، والتي تهدف إلى حوكمة الملكية الفكرية، وغيرها من القوانين التي تتكون منها حقوق الملكية الفكرية ومنها حقوق المؤلف، والغرض منها تشجيع الأعمال الإبداعية، وكذلك إنشاء جهاز موحد لحماية الملكية الفكري، مشيرا إلى جائحة كورونا التي فتحت الباب أمام تزوير الكتب ورقيا والكترونيا، وأضاف أن صناعة النشر مهددة بسبب عمليات تزوير الكتب ورقيا والكترونيا مما يهدد الصناعة من الأساس، والتى تحرم الناشرين والمؤلفين من ٨٠ % من دخلهم وهو ما أدى إلى توقف الكتاب عن العمل، كما يهدد الاقتصاد القومي بسبب توقف عدد من دور النشر.
وأكد سعيد عبده، أن الملكية الفكرية هي من أهم الموضوعات التي يتم مناقشتها خلال هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب، موجها الشكر لوزيرة الثقافة علي اختيارها لهذا المحور الهام، لوضع حلولا مما يعاني منه الناشر، وشدد على مطالبته باعتماد النشر كصناعة وطنية لابد من حمايتها من القرصنة والتزوير.