اليوم | ذكرى وفاة صاحب الفضيلة الشيخ حلمي الكومي .. أحد كواكب الأزهر الشريف بمحافظة قنا
تزخر محافظة قنا بالعديد من العلماء ورجال الدين الأكابر ، حيث تحل اليوم 3 يناير الذكرى الـ23 لوفاة الشيخ “حلمي الكومي” أحد كواكب الأزهر الشريف بمحافظة قنا.
مولده ونشأته ونسبه
اسمه “أحمد محمد أحمد عبدالحليم” الشهير بالشيخ حلمي الكومي وقد اشتهر بهذا الاسم حيث والده رحمة الله عليه كان على صلة صداقة بـ أحمد بك حلمي (وكيل نيابة هذه الأيام ) مركزي نجع حمادي وابوتشت فأسماه والده ” أحمد” في الشهادة و حلمي كشهرة أو كٌنية بين الناس لحبه في صديقه النائب، واشتهر بـ حلمي الكومي نسبة إلى قريته ومسقط رأسه الكوم الأحمر.
ولد فضيلته فى سبتمبر 1924م بقرية الكوم الأحمر والتى كانت تتبع مركز ابوتشت قبل انضمامها لمركز فرشوط اوائل السبعينيات وكان والده فضيلة الشيخ. محمد احمد عبدالحليم من علماء الأزهر ومن أعيان وكبار مزارعي ابوتشت وجده احمد بك عبدالحليم من الأعيان وقد أنعم عليه الملك بلقب البكاويه فى عشرينيات القرن الماضي وهو ينتمى إلى قبيلة القليعات أحد قبائل الهوارة المنتشرة فى جميع ربوع جمهورية مصر العربية.
مراحله التعليمية والعلمية
حفظ القرآن الكريم فى أحد كتاتيب القرية ثم التحق بالأزهر وحصل على ليسانس أصول الدين والدعوة 1950 وحصل على العالمية والاجازة في التدريس فى عام 1951 وعين مدرسا بالأزهر مع كوكبة من العلماء أمثال أصحاب الفضائل .احمد حسن الباقورى وسيد طنطاوى مفتى الديار الأسبق وجاد الحق على جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق د. احمد شلبى استاذ مقارنة الاديان د. احمد عمر هاشم وان كان بعضهم يكبروه فى السن رحمة الله عليهم ومن اساتذته اصحاب الفضائل على المراغي وعبدالحليم محمود وحسن النجار ابن اشراف المخادمة بقنا رحمة الله عليهم.
عاد فضيلته لمحافظته مدرسا للفقه والتوحيد بمعهد قنا الديني لينشر علمه لتلاميذه وأهل محافظته .
وكان من أشهر من تتلمذ على يديه كل من أصحاب الفضائل الشيخ محمد الطيب وشقيقه فضيلة الإمام الأكبر د. احمد الطيب حفظهم الله ورعاهم حيث قام بتدريسهما أعوام 1965 -1966م ومن تلاميذه أيضا كل من د.محمد فؤاد شاكر ود.عبدالله شحاته وكل من المشايخ يحيى وزكريا ابوالوفا شرقاوي ومحمد عبدالوهاب عسر وهؤلاء على سبيل المثال وليس الحصر.
وقد أرسله الأزهر الشريف لعدة بلدان للدعوة وذهب إلى المملكة السعودية وعمل فى جامعة سعود وتقابل مع فضيلة الشيخ محمد الشعراوي رحمه الله ويوسف القرضاوي، وعاد بعدها حيث ذهب كداعية إلى اليمن الشقيقة وذهب للسنغال وتقابل مع القطب الإسلامي محمد السنغالي والذى حضر معه إلى مصر ليستقر في مركز نجع حمادي مع الشيخ ابوالوفا شرقاوى حتى وفاته ، ثم ذهب إلى إثيوبيا وكانت آخر محطاته الدعوية ليقطعها ويعود بعدها إلى مصر عقب محاولة اغتيال الرئيس مبارك رحمه الله.
تدرج فضيلته “الشيح حلمي الكومي” في المناصب الإدارية من موجه عام لرئيس لجان امتحانات ومديرا لشئون القرآن الكريم بمنطقة قنا الأزهرية، حتى صدر قرار الدكتور عاطف صدقي رئيس الوزراء آنذاك بتعيينه مديرا عاما لديوان منطقة قنا الأزهرية، ولكنه اعتذر عن هذا التكليف وفضل التفرغ للقرآن والدين وتنازل طواعية لزميله الشيخ .على الخطارى رحمة الله عليه.
وفاته رحمه الله
مرض صاحب الفضيلة واستقر فى بلدته ليخطب ويصلي بأهله الجمعة والأعياد، وعُين كبير لجنة مصالحات عن مركزي فرشوط وأبوتشت حتى ساءت صحته وأصبح لا يخرج من البيت ويصلى في منزله حتى وافته المنية، وخرجت روحه الطاهرة الذكية إلى بارئها ( ليلة السابع والعشرون من رمضان 1422 هجري/2000م) عن عمر يناهز الـ76 عاما وهو ساجد في صلاة التهجد حتى ينال الفوز بالدارين الدنيا حاملا لكتاب الله ومعلما لسنة نبيه والآخرة ساجدًا لربه؛ ليفقد الأزهر والعالم الإسلامي واحد من أبرز وأنبغ علماؤه آنذاك.
رحم الله فضيلته وسائر علماء المسلمين