الأمم المتحدة: الأزمة الروسية الأوكرانية والمناخ والكوارث الطبيعية أهم أحداث 2022
أكدت الأمم المتحدة أن عام 2022 شهد العديد من الأحداث التي أثرت في متغيرات النظام العالمي، حيث بدأ العام بالأزمة الروسية – الأوكرانية، وامتد إلى الاستجابة للأزمة الصحية وتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة، وظل عمل الأمم المتحدة حاسما خلال عام تميز بأزمات متشابكة ومتعددة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، بدأ عام 2022 بالأزمة الروسية الأوكرانية، عقب إعلان موسكو بدء عملية عسكرية خاصة بدونباس في فبراير، وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “باسم الإنسانية” من أجل إعادة القوات الروسية إلى قواعدها، وعدم السماح بأن تبدأ في أوروبا ما يمكن أن يكون أسوأ حرب منذ بداية القرن.
بعد ذلك بأسبوع، أي في 2 مارس، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يدين “بأشد العبارات عدوان الاتحاد الروسي على أوكرانيا” في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، ويطالب روسيا “بالكف الفوري عن استخدام القوة” ضد الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية، وفي الجلسة الطارئة للجمعية العامة، صوتت 141 دولة لصالح القرار، بينما صوتت خمس دول ضده.. فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت، وطالب القرار روسيا بالسحب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من أراضي أوكرانيا داخل حدودها المعترف بها دوليا، كما أعرب القرار عن الأسف لموقف روسيا المتعلق بوضع مناطق معينة في منطقتي دونيتسك ولوجانسك في أوكرانيا وطالبت روسيا بالتراجع عن قرارها.
على الجانب الإنساني، استجابت الأمم المتحدة للأزمة بطرق متعددة حتى الآن، حيث سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 7 ملايين و891 ألفا و977 لاجئا من أوكرانيا للحماية المؤقتة أو خطط الحماية الوطنية المماثلة في أوروبا.
وأكدت الأمم المتحدة، أنه بحلول الصيف، توسطت الأمم المتحدة أيضا في صفقة لتسهيل تصدير الحبوب من أوكرانيا، تسمى مبادرة “البحر الأسود لنقل الحبوب”، وتحدث الأمين العام أثناء زيارته لميناء أوديسا، في 19 أغسطس، قائلا “من المؤثر أن أكون هنا في أوديسا، ومن المهم بشكل خاص أن أكون هنا في اليوم العالمي للعمل الإنساني، أصيب هذا الميناء بالشلل لعدة أشهر، كانت السفن مثل هذه الموجودة هنا تبحر في غضون دقائق محملة بالكامل بالحبوب والبضائع الأخرى، تم قطع خط نقل مهم من سلة الخبز العالمية، مبادرة حبوب البحر الأسود تغير ذلك”.
وبشأن الأزمة اليمنية، ذكرت الأمم المتحدة، أن الأمين العام أثنى على الحكومة اليمنية والتحالف بقيادة السعودية والحوثيين؛ لاتفاقهم على هدنة لمدة شهرين في اليمن، بما في ذلك وقف الهجمات عبر الحدود، وكانت هذه الهدنة هي الأولى في اليمن على مستوى البلاد منذ ست سنوات.
وعلى الرغم من المساعي الأممية، إلا أن الهدنة لم يتم تجديدها، وقد أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج، عن الأسف؛ لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الهدنة التي أبرمت، في 2 أبريل الماضي، وأكد أنه سيواصل جهوده الحثيثة “للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق بشأن الوسيلة للمضي قدما”.
وذكرت الأمم المتحدة أنه من الأحداث المحزنة التي شهدها عام 2022 مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة، في 11 مايو، بالقرب من مدخل مخيم جنين للاجئين، أثناء تغطيتها لعملية اعتقال نفذتها القوات الإسرائيلية، وفي أعقاب ذلك دعا مسؤولون كبار في الأمم المتحدة إلى ضرورة فتح تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية، وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الصحفيين يجب ألا يكونوا أبدا هدفا للعنف.
ونظمت الأمم المتحدة مؤتمر “المحيط 2022” في لشبونة بالبرتغال، في 27 يونيو، وقال الأمين العام إن العالم يواجه “حالة طوارئ في المحيط”، وشدد على الحاجة الملحة للاستثمار بشكل مستدام في الاقتصادات التي تعتمد على البحر، وحث على الالتزام بحماية البحار والحفاظ عليها، وقال إنه يأمل في أن يمثل مؤتمر المحيط لحظة وحدة بين جميع الدول الأعضاء.
وفي سبتمبر.. استضاف مقر الأمم المتحدة في نيويورك قمة تحويل التعليم، ودعت الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2014 ورسولة الأمم المتحدة للسلام ملالا يوسفزاي، في افتتاح القمة، القادة إلى “عدم تقديم تعهدات صغيرة وشحيحة وقصيرة الأجل”، ولكن بدلا من ذلك “الالتزام بدعم الحق في إكمال التعليم وإغلاق فجوة التمويل إلى الأبد”، وقالت “يجب أن تستخدموا القوة التي لديكم لاتخاذ إجراء، خصصوا 20 بالمائة من ميزانياتكم للتعليم، ينبغي على البلدان ذات الدخل المرتفع زيادة المساعدات وإلغاء الديون ووضع نظام ضريبي عالمي عادل حتى تتمكن البلدان ذات الدخل المنخفض من إنفاق المزيد على تعليم الفتيات”.
وفي 20 سبتمبر، تم افتتاح أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة في نيويورك، وقال الأمين العام إن “العالم في ورطة كبيرة، والانقسامات تزداد عمقا، وأوجه عدم المساواة تتسع، والتحديات تنتشر أبعد”.
وفي محاولة للتصدي لتغير المناخ، استضافت الأمم المتحدة مؤتمرا معنيا بتغير المناخ (COP27) في نوفمبر بشرم الشيخ، وبعد مفاوضات مكثفة، توصلت الدول المشاركة في المؤتمر إلى اتفاق بشأن إنشاء آلية تمويل لتعويض المتضررين عن “الخسائر والأضرار” الناجمة عن الكوارث التي يسببها المناخ.. وقال جوتيريش:”أرحب بقرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار وتفعيله في الفترة المقبلة”، مشيرا إلى أن ذلك لن يكون كافيا، لكنه إشارة سياسية تمس الحاجة إليها لإعادة بناء الثقة المهدومة.
واستمرت جائحة كورونا (كوفيد-19) خلال عام 2022، وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم، في سبتمبر، إن “الجائحة لم تنته بعد، لكن النهاية تلوح في الأفق”.
بدورها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أيضا أن تفشي مرض جدري القردة- الذي سميّ في ما بعد بـ (MPOX)- على مستوى العالم يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.