لقاح “رائد” قد يحمي الناس من سرطان فتاك
يقوم علماء بتجربة لقاح يحتمل أن يكون رائدا، على أمل حماية الناس من الإصابة بسرطان البنكرياس.
وأعطى فريق في جامعة جونز هوبكنز (JHU) في الولايات المتحدة حقنة وقائية لمتطوعة أولى، وهي امرأة لها تاريخ عائلي مع المرض، لتزويد جسدها بالأدوات اللازمة لتحديد الخلايا المارقة التي يمكن أن تصبح سرطانية، ما يمكّن جهازها المناعي من إطلاق مهام “بحث وتدمير” وقائية من شأنها أن تقضي باستمرار على المشكلة في مهدها.
وقالت طبيبة الأورام، الدكتورة نهى زيدي، التي تقود التجربة: “أفضل طريقة لعلاج هذا المرض هو اكتشافه مبكرا لأنه يمثل تحديا كبيرا مع تطور السرطان، يصبح علاجه أكثر صعوبة”.
واكتشف الخبراء أن أكثر من 90% من حالات سرطان البنكرياس تحدث بعد أن تطور خلايا العضو طفرة في جين معين يسمى KRAS وتجعل الطفرة الخلايا تنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ما يعني في النهاية السرطان.
لكن بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بخلل KRAS أكثر من غيرهم، ويعتقد العلماء أنه إذا كان بإمكانك القضاء على الخلايا التي تحتوي على الجين، فقد تكون قادرا على الوقاية من سرطان البنكرياس.
وأضافت زيدي: “لم يولد الناس بهذه الطفرة، فإن التغيير يحدث لاحقا في الحياة لكننا نعلم أن هناك فرصة كبيرة، حيث يستغرق الأمر ما لا يقل عن عقد من حدوث طفرة KRAS الأولى، إلى تطور سرطان البنكرياس”.
ويحفز اللقاح الجهاز المناعي على التعرف على الخلايا التي تحتوي على جين KRAS المتحور من خلال “إشارات” البروتين الصغيرة على السطح.
وستشمل تجربة JHU في البداية 25 متطوعا يتمتعون بصحة جيدة مع وجود مخاطر عالية للإصابة بسرطان البنكرياس بسبب التاريخ العائلي ويريد الفريق التحقق من سلامة اللقاح وقياس “الاستجابة المناعية” التي يسببها.
وعلى وجه الخصوص، سيبحثون عن “الخلايا التائية” القادرة تحديدا على التعرف على الخلايا المصابة بـ KRAS.
وكانت هناك خطوات كبيرة في علم مناعة السرطان، بما في ذلك تطعيم الأطفال في سن 12 عاما ضد فيروس الورم الحليمي البشري، الذي يسبب سرطان عنق الرحم.
لكن زايدي حذرت من أن الأمر قد يستغرق عقدا من الزمن للحصول على دليل قوي على أن اللقاح الجديد المستند إلى mRNA يمنع سرطان البنكرياس.
وأكدت “هذه هي الخطوة الأولى لهدف كبير للغاية”.
وأضاف جوليان داونوارد، خبير KRAS، من معهد فرانسيس كريك في لندن: “هناك سجل حافل لمدة 30 عاما للأشخاص الذين يحاولون القيام بذلك ولكن إذا كان بإمكان المرء الحصول على لقاح فعال حقا ويمكن تطبيقه في استراتيجية تطعيم على مستوى السكان، فإن ذلك سيحدث فرقا كبيرا”.