“أكبر زلابية وبوراكة ومطلوع”.. تحديات تثير الجدل في الجزائر
تحديات غريبة شهدها شهر رمضان في الجزائر بالأيام الأخيرة، أثارت جدلا واسعاً في البلاد عن “أكبر مأكولات تقليدية رمضانية”.
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى قنوات محلية، مشاهد وصورا لتحديات طريفة وغريبة من بعض محافظات البلاد عن “أكبر حبة زلابية” وهي حلوى تقليدية بالجزائر، وكذا “أكبر بوراكة” وهي أكلة تقليدية تشتهر في رمضان الجزائر، وكذا “أكبر كسرة أو مطلوع” وهو نوع من أنواع الخبز التقليدي بالجزائر، بالإضافة إلى “أكبر خبزة”.
فقد اعتقد كثير من الجزائريين في بادئ الأمر أن الأمر يتعلق بـ”شائعات” أو بصور من دول أخرى، قبل أن يتبين أنها “تحديات جزائرية خالصة”.
“أكبر بوراكة” كانت من محافظة عنابة شرقي البلاد لأحد أصحاب المطاعم، وكانت من أكثر المواضيع التي أثارت الجدل وحتى السخرية خصوصاً بعد أن “احترقت”.
كما تداولت صفحات عبر مواقع التواصل أخبارا تحدثت عن بيعها بمبلغ 12 ألف دينار جزائري (حوالي 84 دولارا أمريكيا)، قبل أن يخرج صاحبها عن صمته عبر إحدى وسائل الإعلام ويؤكد أنها كانت موجهة لعابري السبيل.
محافظة جيجل التي تقع أيضا شرق الجزائر دخلت على خط “التحدي الغريب”، بأكبر حبة زلابية، والتي تم بيعها بمبلغ 7 آلاف دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 49 دولارا أمريكيا.
حملة التنافس امتدت أيضا إلى محافظة تيارت الواقعة غربي الجزائر، حيث تداول رواد مواقع التواصل صورا لأحد مواطنيها وهو يصنع أكبر “كسرة” أو “مطلوع”.
قبل أن تخرج بلدة “عين قشرة” التابعة لمحافظة سكيكدة (شرق الجزائر) بمنافسة أخرى عندما كشفت عن “أكبر خبزة”.
وكذا أكبر طبق “قلب اللوز” لكن بالشوكولاتة في العاصمة الجزائرية، و”قلب اللوز” هي حلوى تقليدية قديمة تشتهر بها العاصمة الجزائرية ومدن أخرى خصوصاً في شهر رمضان.
جدل وسخرية
“حملات الأكبر” كما باتت تسمى في الجزائر، أثارت موجة جدل واسع عبر عنها جزائريون عبر مواقع التواصل، تراوحت بين الاستهجان والسخرية.
وكانت صفحة “أخبار تلمسان” من أكبر المنتقدين لهذه التحديات الغريبة في شهر رمضان، وكتبت منشورا ذكرت فيه: “أكبر بوراكة، أكبر زلابية، أكبر مطلوعة، لاحول ولا قوة إلا بالله، بالرغم من الغلاء الفاحش للمواد الغذائية الذي يضرب العالم بالعموم والجزائر بالخصوص في الآونة الخيرة نرى هذا التنافس التبذيري الصارخ”.
وأضافت “في وقت من الأوقات كان الصحابة رضوان الله عليهم يتنافسون في ختم القرآن الكريم بأقل عدد من الركعات وهو التحدي الذي حسمه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بختمه للقرآن الكريم في ركعة واحدة”.
بينما علقت صفحة “بيئة القبائل” ساخرة بمنشور قالت فيه: “صحيح لم نتأهل إلى مونديال قطر، بصاح درنا (لكن صنعنا) أكبر بوراكة في العالم، أكبر زلابية في العالم”.
ومن بين التعليقات الساخرة والمنتقدة في الوقت ذاته، التي نشرتها صفحة “الخروب أونلاين”، وكتبت منشورا ورد فيه: “بعد أكبر بوراكة بعنابة وأكبر زلابية بجيجل أكبر #بيتزا بسكيكدة، في انتظار إنجاز أكبر مرحاض (رفع الله من قدركم)، زمن الرداءة وللرداءة أهلها، ما الذي يحصل لهذا الشعب في حين أن العديد يعاني من ندرة الزيت والسميد، بالله عليكم لو كنت مسؤولا كيف ستنظر لهذه الإنجازات مقابل الندرة المنتشرة”.
بينما اتفقت معظم التعليقات حول “استغرابها” من تزامن هذه التحديات الغريبة مع ندرة بعض المواد الاستهلاكية وارتفاع أسعار أخرى، واعتبرت بعضا منها بأن “تحدي الأكبر” “مستفز للقدرة الشرائية للمواطنين ولمعاناتهم مع الندرة وارتفاع الأسعار”.