كتب – هاني بدوي
أعلنت مؤسسة التمويل الأفريقية (المشار إليها في ما يلي بـ”إيه إف سي” أو “الشركة”)، وهي المزوّدة الرائدة لحلول البنية التحتيّة في أفريقيا، عن استثمار استراتيجي بقيمة 63 مليون دولار أمريكي لبناء وتشغيل مشروع لطاقة الرياح بقدرة 60 ميجاواط في منطقة القبة بالقرب من بحيرة عسل في جيبوتي. وقدّمت مؤسسة التمويل الأفريقية هذا الاستثمار انطلاقاً من موقعها كالمطوّر الرئيس إلى جانب شركة القرن العظيم القابضة للاستثمارات (“جي إتش آي إتش”)، وتدعو لاستثمار إضافي من شركة إدارة صندوق المناخ (“سي إف إم”)، والبنك الهولندي لتنمية ريادة الأعمال (“إف إم أو”).
قادت مؤسسة التمويل الأفريقية تطوير المشروع منذ عام 2017، وعملت على تنميته من مرحلة الفكرة وصولاً إلى حصوله على التمويل المصرفي، ووقّعت عقد “استلم أو ادفع” لبيع الطاقة إلى “المؤسسة العامة للكهرباء في جيبوتي” كجهة مستفيدة لفترة 25 عاماً، وعقد تنفيذ مع حكومة جيبوتي من خلال ضمانة حكوميّة. ويتمتّع المشروع أيضاً بتغطية من وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف. ومن المُتوقع بدء العمليّات التجاريّة لمشروع طاقة الرياح في عام 2021.
واعتمدت مؤسسة التمويل الأفريقية وشركاؤها نهجاً مبتكراً في مجال التمويل، يتمثّل في توقيع عقد بين جميع الأطراف في الصفقة لجمع رأس المال لتمويل المشروع، مما جعل عملية بدء البناء خلال عامَين، وهي فترة أقل بكثير من دورة التطوير المعتادة التي تتراوح بين 3 و5 أعوام. وبموجب هذا الاستثمار، سينضمّ كلّ من أوليفر أندروز، الرئيس التنفيذي لشؤون الاستثمار، وأمادو وادا، رئيس تطوير المشاريع لدى مؤسسة التمويل الأفريقية، بصفة مديرَين غير تنفيذيّين إلى مجلس إدارة المشروع، والشركة القابضة “ريد سي باور إس إيه إس”، وطاقة رياح جيبوتي “جيبوتي ويند” المحدودة.
يواجه حاليّاً قطاع الطاقة في جيبوتي الكثير من التحديات، مع أقلّ من توافر قدرة 100 ميجاواط متاحة بشكلٍ موثوق للسكان. ومن المتوقع أن يرتفع طلب جيبوتي على الكهرباء بشكل كبير بسبب عدد من مشاريع البنية التحتية الضخمة، ومن بينها موانئ ومناطق للتجارة الحرة وخطوط السكك الحديد التي باشرت الحكومة بتنفيذها.
وسيشكّل مشروع طاقة الرياح مساهماً أساسيّاً في تلبية الطلب على الكهرباء في ظلّ سعي الدولة إلى الانتقال إلى إنتاج الكهرباء القائم كلياً على الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
ويجسّد هذا المشروع التزام مؤسسة التمويل الأفريقية بالاستثمار في المراحل الأولى من المشاريع التي تحتاج إلى إزالة المخاطر لتحويلها إلى مشاريع قابلة للتمويل المصرفي وجذب المزيد من الاستثمارات عند التقدّم في مراحل التطوير. ويشكّل مشروع محطة الطاقة الكهرومائيّة في سينجروبو بقدرة 44 ميجاواط، الذي قامت مؤسسة التمويل الأفريقية بتطويره من خلال استثمار بقيمة 174 مليون يورو في يناير 2019، مثالاً آخراً على هذه المقاربة. وتتماشى هذه المشاريع مع أهداف شراكة مؤسسة التمويل الأفريقية مع صندوق المناخ الأخضر لتعزيز استثماراتها في مجال خفض انبعاثات الكربون.
وفي هذا السياق، قال سمايالا زوبيرو، الرئيس والرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الإفريقية: “نحن سعداء لحصولنا على فرصة الاستثمار وتطوير مشروع للطاقة المتجددة الهام هذا في جيبوتي، لقد استثمرنا في الكثير من مشاريع الطاقة المتجددة في أفريقيا بما في ذلك مشروع مزرعة الرياح “كايبوليكا” في الرأس الأخضر الذي حصل على الاعتراف كواحدة من الشراكات العشر الأفضل بين القطاعَين الخاصّ والعام من مؤسسة التمويل الدولية لتمويل الشراكات الناشئة في أفريقيا، ونحن نعتبر مشاريع الطاقة المتجددة والطاقة الخضراء جزءاً أساسياً من استراتيجيّتنا الاستثماريّة في ظلّ بحثنا عن دعم مستقبل مستدام في أفريقيا.”
أما أوليفر أندروز، الرئيس التنفيذي لشؤون الاستثمار في مؤسسة التمويل الأفريقية، فقال في هذا السياق: “يعدّ هذا المشروع بالغ الأهمية بالنسبة إلى جيبوتي، باعتباره أوّل مشروع للطاقة المتجددة، وهو يعكس جهود الدولة لإطلاق إنتاجها الخاصّ للطاقة من مصادرها الخاصّة. ومن خلال حصولي على هذا المنصب في مجلس الإدارة، يسرّني أن أضيف خبرتي في تطوير المشروع مع زميلي أمادو وادا.”