مصر
الرئيس القبرصي: زيادة التعاون مع مصر في مجال الطاقة والربط الكهربائي
أكد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس, أهمية زيادة التعاون مع مصر في مجال الطاقة وتفعيل الاتفاقية المشتركة الخاصة بتدشين خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز الطبيعي, إلى جانب التعاون في مجال الربط الكهربائي بين البلدين.
وأشاد الرئيس القبرصي – خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية عقب محادثاتهما بقصر الاتحادية – بعمق العلاقات الثنائية بين مصر وقبرص, منوها بإرادة البلدين لدفع هذه العلاقة قدما بالتعاون المشترك والارتقاء به لتقوية الروابط السياسية والاقتصادية.
ووصف الرئيس القبرصي اللجنة العليا الثنائية على مستوى الحكومات المصرية والقبرصية بأنها “تاريخية”, معربا عن تعازية لمصر عن مصرع 4 مصريين, الذين لقوا حتفهم في حرائق قبرص, التي اجتاحت الجزيرة خلال الشهر الماضي.
وقال الرئيس القبرصي إنه تم التباحث لزيادة التعاون في مجال الطاقة وأنه تم إصدار تعليمات بتسريع أعمال اللجنة المشتركة التي تشكلت بهدف تفعيل الاتفاقية المشتركة الخاصة بتدشين خط أنابيب تحت سطح البحر لنقل الغاز الطبيعي.
وأوضح أنه بالنسبة لخط الأنابيب تحت سطح البحر ونقل الغاز الطبيعي, تلتقي اللجان الفنية المختصة في 15 من الشهر الحالي ومن المنتظر أيضا أن يتم خلال هذا الشهر التوقيع على مذكرة تفاهم الخاصة بالربط الكهربائي بين مصر وقبرص وأيضا التوقيع على مذكرة تفاهم على المستوى الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص من خلال مشروع الربط الكهربائي الأوروبي الأفريقي.
وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات في هذه المجالات وأنه تم أيضا مناقشة التعاون في مجال التعليم ولوحظ أن هناك مؤشرات لضرورة تفعيل هذا التعاون والتوقيع على مذكرة التفاهم بخصوص التعليم العالي والبحث العلمي.
وقال الرئيس القبرصي, إنه أثناء مقابلته مع الرئيس السيسي تناقشا في الكثير من الموضوعات خاصة ما يحدث في أفغانستان وكل المحاولات التي تهدف للاستقرار والسلم لحل النزاعات في شرق المتوسط.
وأضاف “أنه وفي هذا الإطار كان لديه الفرصة أن يطلع الرئيس السيسي عن التطورات السلبية للمناقشات مع تركيا التي تحيد تماما عن قرارات مجلس الأمم المتحدة وهي أفعال اتخذتها تركيا متحدية قرارات الأمم المتحدة بشأن الأزمة القبرصية. وتابع “أن تركيا تدفع لحل دولتين مستقلين وتهدف أيضا إلى تغيير القيادة السياسية للمدينة المحتلة, موضحا أنه “أكد للرئيس السيسي أن موقف قبرص موقف ثابت وغير متحرك ويعتمد على إيجاد حلول في إطار قرارات الأمم المتحدة وطبعا في إطار الاتحاد الأوروبي التي تكون قبرص عضوا فيه”.
وأشار إلى أنه “وفي نفس الوقت كان لديه الفرصة أن يبلغ الرئيس السيسي عن بعض الأفكار وبعض الإجراءات التي تم اتخاذها لبدء حوار فعال وهادف سيؤدي إلى حلول وعدم تعارض بين المصالح مع تركيا”.
ووجه الرئيس القبرصى الشكر للرئيس السيسي على تفهمه وكذلك الموقف الثابت وغير المتغير الذي تتبعه مصر في كل محاولات قبرص لإيجاد حلول للمشكلة القبرصية حسب قرارات الأمم المتحدة, وكذلك الاعتراض المصري على كل الأفعال غير القانونية التركية وخاصة المناوشات الموجودة في المناطق الاقتصادية لجمهورية قبرص في البحر المتوسط.
وأضاف: “أن الرئيس السيسي أعلن عن المحاولات الكبيرة التي تقوم بها مصر لتفعيل مبادرة سلام في منطقة الشرق المتوسط وعبرت له عن كامل احترامنا وتقديرنا للدور الفعال والبناء الذي تتخذه مصر بالنسبة لحل المشاكل في الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية”, منوها في الوقت ذاته إلى تطابق الرؤية في تثبيت الاستقرار في ليبيا على غرار انسحاب القوات الأجنبية وإقامة انتخابات شرعية في البلاد.
وأشار إلى اتفاق وجهات النظر مع الرئيس السيسي بالنسبة للمشاكل التي تهدد منطقة شرق المتوسط, حيث نسعى لتفعيل منظومة دعم وتعاون على المستوى الثنائي أو الثلاثي مع اليونان وتعدد الأطراف بعد ذلك, معربا عن أمله في أن يكون هذا التعاون الموجود بيننا ينضم إليه كل الدول الموجودة في المنطقة بشرط أن تحترم القانون الدولي وقرارات مجلس الأمم المتحدة ومجلس الأمن وسيادة الدول وعدم التدخل فيما يخص هذه الدول.
وتابع: “أن هناك تعاونا في كثير من المجالات مع مصر مثل مبادرة الرئيس السيسي لإنشاء “منتدى غاز شرق المتوسط” ويسهم فيه عدد كبير من الدول “.
واستطرد قائلا: “ناقشنا مع الرئيس السيسي العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي وعبرت له عن إصرار الدولة القبرصية أن تتوصل إلى اتفاق شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي, حيث نرى أن مصر من أهم وأكبر الشركاء للاتحاد الأوروبي في كامل منطقة الشرق الأوسط وفي إفريقيا وهي حجر الاستقرار وأساس السلم في منطقة الشرق الأوسط المتوترة, ولديها دور فعال في محاربة الإرهاب والحد من الهجرة من إفريقيا والشرق الأوسط إلى الاتحاد الأوروبي “.
ونوه بأن الاجتماع مع الرئيس السيسي هام, مقدرا في الوقت ذاته الحوارات والاتفاقيات التي تمت بين وزراء الحكومتين والتي تهدف إلى خدمة الشعبين وكل دول شرق المتوسط.