مقالات

هند هيكل تكتب : إنياجرام الشخصية

 

 

اكتشاف الذات سر من الأسرار النفسية المفيدة على المستوى الشخصي ليدرك كل منا نقاط القوة الكامنة لديه ليسعى في تطويرها، ونقاط ضعفه ليسعى في تقويتها والتعايش معها، وإمكانية العمل عليها أيضًا، ونجد أن من أقدم النظريات التى عرفتها البشرية منذ الآف السنين في قارة أسيا وفى الشرق الأوسط على يد المعلم الروسي “غوردجييف” للارتقاء بالإنسان، والتي أعدت خصيصًا لدراسة الشخصيات ومعرفة أسرارها وطرق تطويرها والكيفية المثلى لحل مشاكلها والعوائق التي تواجهها في الحياة هي نظرية “الإنياجرام” والتي تمثل أحد الأدوات الروحية التي تعمل على تطوير الذات وبرمجة اللاوعي بطريقة سهلة وبسيطة جدا لفهم السلوك الذي يقوم به كل واحد منا، وتسمح لنا باكتشاف بدائل لطريقة تصرفاتنا وسلوكياتنا الحالية، تقول ماري مادلين ديفي: “معرفة الذات هي ولادة في ضوء المرء، في شمس المرء، الرجل الذي يعرف نفسه هو رجل حي”..

فى خمسينيات القرن الماضي استطاع أوسكار إيشازو أن يضع كل ما توصل إليه من أبحاث ومواد في الثقافات القديمة حول “الإنياجرام” والتى تبلورت فى شكل النجمة التساعية لعلامة الإنياجرام، والتى تقسم البشر إلى تسعة شخصيات، لكل شخصية اتجاه معين من أنواع الشخصيات منهم لها صفاتها الخاصة، وطريقة تفكيرها وطباعها التي تميزها عن غيرها من الصفات، كما يوجد لكل شخصية نقاط قوة ونقاط ضعف، والتي توضح أن كل إنسان يتكون نفسيًا من مجموعة من الفضائل وهى أصل فطرة الإنسان، وكان التاريخ حافلًا بالكثير من علماء النفس الذين كرّسوا جهدهم من أجل فهم سر تحول تلك الفطرة وانحرافها عن المسار، من خلال دراسة سلوك الإنسان ودوافعه والعوامل المؤثرة فيه، يقول نيسارجاداتا مهراج :”انظر ما أنت، لا تسأل الآخرين، لا تدعهم يخبروك عنك، انظر من الداخل وشاهد”..

‏يقول راس هادسون، وهو أحد أعلام مجال أنماط الشخصية في الإنياجرام: “الإنياجرام لا يضعك في صندوق، بل يكشف لك الصندوق الذي أنت فيه أصلاً بدون علمك، ويرشدك لطريق التحرر منه”، ولكن بمرور الوقت ونتيجة لتأثير عامل الهوى “Ego” تتبدل تلك الفضائل بمجموعة من الأهواء والتي تمثل أصل المشكلة الرئيسية والتي تعانى منها كل شخصية من الشخصيات التسعة، وهى تمثل النظام الذي يجب لكل نوع من الأنواع التسعة أن يخوضه في حياته كي يتخلص من أسرار الهوى..

الإنياجرام هي رحلة نفسية روحية، تبدأ عندما تتعرف على نمطك، كلما اعتقدت أنك عفوي وحر، عزّزت من أنماطك النفسية، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون أن معرفة نمط شخصيتك سيحد من شخصيتك وسيضعك في صندوق، ولكن الهدف من معرفة أي نمط بداخلك هو أن تتحرر من هذا النمط، فلا تخف من أنماطك وبرمجتك، بل اقلق من جهلك بنفسك، يقول إبراهيم العريفى : ” كم من أناس عاشوا وماتوا ولم يعرفوا أنفسهم، ولم يتصالحوا أو يتصارحوا مع ذواتهم لهذا ظل اكتشاف الذات هدف الجميع”..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى