” هونغ كونغ ” : السكان يتهافتون على العدد الأخير لصحيفة “آبل ديلي”
تشكّلت طوابير طويلة صباح اليوم الخميس أمام أكشاك هونغ كونغ لراغبين في حيازة العدد الأخير من الصحيفة اليومية المنادية بالديموقراطية “آبل ديلي” التي أُكرِهَت على إيقاف الصدور بعد نحو عام على تبني السلطات المحلية قانوناً للأمن القومي_ بدفع من بكين.
واختارت الصحيفة لعددها الختامي صورة صحافي يُحيي من غرفة التحرير مئات الأشخاص الذين تجمعوا أمس الأربعاء قبالة مقرها لمواكبة الصدور الأخير.
وفي رسالة وداع كتبها نائب رئيس التحرير تشان بوي-مان الذي أُوقِفَ الأسبوع الماضي بتهمة المساس بالأمن القومي، قال إنّ “آبل ديلي رحلت”، مضيفاً أن “حرية الصحافة ذهبت ضحية الاستبداد”.
بيد أنّ المجموعة المالكة “نكست ديجيتال”، أعلنت الخميس أنّ موقع الصحيفة الالكتروني سيبقى في الخدمة. وقالت في بيان “جميع الشركات التابعة لـ نكست ديجيتال مستقلة مالياً، وعمل موقع أبل دايلي في تايوان لن يتأثر”.
وينظر إلى إغلاق الصحيفة على أنّه آخر ضربة تتلقاها الحريات التي كان سكان الجزيرة يتمتعون بها إلى الآن. كما أنّه أثار قلقاً من احتمال مغادرة وسائل إعلام دولية المركز المالي بعد استقرارها فيه.
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أنه “يوم حزين لحرية الإعلام في هونغ كونغ والعالم” مع اضطرار صحيفة “آبل ديلي” على التوقف عن الصدور. وقال الرئيس الديموقراطي في بيان “سكان هونغ كونغ لديهم الحق في حرية الصحافة” مندداً باعتداءات بكين على “الهيئات الديموقراطية” في هونغ كونغ.
لطالما كانت “آبل ديلي” في مرمى سهام بكين بسبب دعمها لحركة الاحتجاج المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ وانتقادها قادة الصين.
وكان مالك الصحيفة جيمي لاي الموقوف حالياً في السجن لانخراطه في التظاهرات المؤيدة للديموقراطية عام 2019، وجهت إليه التهم بموجب قانون الأمن القومي ويواجه خطر السجن مدى الحياة.
لكن الفصل الأخير للصحيفة التي تأسست قبل 26 عاماً كان الأسبوع الماضي حين دهمت الشرطة قاعة تحريرها وصادرت أجهزة كومبيوتر وأوقفت كبار مسؤوليها وجمّدت أصولها.
وعطلت هذه الخطوة الصحيفة عن مواصلة عملها أو دفع رواتب موظفيها. وأعلن المحررون أنهم سيطبعون الخميس مليون للعدد الأخير وهو رقم كبير نظراً لعدد سكان هونغ كونغ البالغ 7,5 مليون نسمة.