“السمنة” المسبب الرئيسي للنوع الثاني من مرض السكري الذي ازداد انتشاره إلى أربعة أضعاف مستوياته قبل 35 عاماً
متابعة – ابراهيم طه
تعرض عبداللطيف، مسن إماراتي في الثالثة والسبعين من العمر إلى فشل كلوي ناتج عن حالة معقدة من مرض السكري وارتفاع في الوزن إلى 115 كلغ، في مؤشر على مدى خطورة السمنة التي تُعتبر من العوامل الأساسية المؤدية إلى هذه الحالة.
وتشير الأبحاث إلى أن أكثر من 2 مليار شخص حول العالم يعانون من السمنة، والتي تعد من العوامل الرئيسية المؤدية إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، الذي ازداد انتشاره خلال الـ35 عاماً الماضية إلى أربعة أضعاف مستوياته السابقة، مع تسجيل نحو 460 مليون حالة إصابة بالسكري حول العالم.
وفي دولة الإمارات، يمكن تصنيف نحو 64 بالمائة من السكان من أصحاب الوزن الزائد أو المصابين بالسمنة، ما يؤثر على النمو الاقتصادي بنحو 6 مليارات درهم.
وتحظى تدابير الوقاية بأهمية بالغة في جهود مكافحة النوع الثاني من مرض السكري، حيث يتوجب إعطاء أولوية لبرامج الوقاية من السكري بالنسبة للمصابين بالسمنة أو الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، أو في حالة تشخيص مقدمات السكري.
وقال الدكتور محمد أحمد، أخصائي الغدد الصماء والسمنة في مستشفى الإمارات جميرا: “في حالة الإصابة بزيادة الوزن، فإن إجراءات الوقاية من السكري تركز على خفض الوزن لتحسين نتائج مرض السكري، فكل انخفاض في الوزن بمقدار كيلوغرام يؤدي إلى تحسين الصحة إلى حد مدهش. ومن خلال علاجاتنا النوعية خلال الشهرين الماضيين، نجحنا في خفض وزن المريض بفضل خطة العلاج الصائبة، كما تمكننا من خفض جرعات الحقن لديه إلى واحدة يومياً، ما ساعد على سرعة تعافي المريض”.
وأظهرت الدراسات بأن الأشخاص الذين يخفضون أوزانهم بمقدار ضئيل لا يتجاوز 7 بالمائة من وزن الجسم المبدئي، ويواظبون على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، سينجحون في تقليص مخاطر التعرض لمرض السكري بنحو 60 بالمائة. وبالتالي، فإن مكافحة السمنة تمثل الخطوة الأساسية للوقاية من مرض السكري.
ورغم الخطوات التي اتخذت للحد من السمنة، فقد لوحظ ارتفاع معدلات زيادة الوزن لدى الأطفال بوتيرة تدعو للقلق. ففي دولة الإمارات، تبلغ معدلات السمنة لدى الأطفال من عمر 9-5 أعوام نحو 23 بالمائة، ومن المتوقع أن يُصاب بالسمنة نحو 26.7 بالمائة من الأطفال بعمر 9-5 أعوام و22 بالمائة من الأطفال بعمر 19-10 عاماً، أي أن نحو 378,573 طفلاً بعمر من 19-5 عاماً سيكونون ضحايا هذا المرض بحلول العام 2030، وذلك نتيجة لنمط الحياة المستقر وقلة الحركة التي يعاني منها الأطفال، ومن هنا تبرز أهمية إشراك الأطفال في أنشطة جسدية لخفض الوزن.
كما يُوصى باتباع برامج خفض الوزن لدى الأطفال واليافعين لمكافحة السكري من خلال خطوات حيوية مثل اتباع عادات غذائية صحية، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والخضوع إلى علاجات دقيقة، بما يُسهم في التصدي لارتفاع مستويات السكري على المستوى العالمي، من خلال علاج السبب الجذري والمتمثل في السمنة.
ولسوء الحظ، فإن السمنة ليست من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري فحسب، بل تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات الصحية الأخرى مثل السرطان، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأمراض الكبد، والمفاصل، واضطرابات الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، كما تقلل من متوسط العمر بنحو 30 بالمائة.