اسرائيل تواصل قصف غزة ووصول موفد أميركي لإجراء محادثات
قصفت طائرات حربية اسرائيلية ليل الجمعة السبت قطاع غزة ما أدى الى مقتل عشرة من أفراد عائلة فلسطينية واحدة، حسب فرق الإنقاذ، بعد يوم من الصدامات في الضفة الغربية بينما وصل موفد أميركي لإجراء محادثات.
ومن المقرر أن يلتقي المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية المسؤول عن الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو ، مع القادة الإسرائيليين في القدس السبت قبل أن يتوجه إلى الضفة الغربية المحتلة لإجراء محادثات مع المسؤولين الفلسطينيين.
وقالت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية جالينا بورتر إنه يود تشجيع الجانبين على تحقيق “هدوء دائم”. وتواجه واشنطن انتقادات تتهمها بعدم بذل جهود كافية لوقف العنف بعد عرقلة انعقاد اجتماع لمجلس الأمن الدولي كان مقررا الجمعة.
وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية المكثفة لإنهاء خمسة أيام من القتال بين إسرائيل والناشطين الفلسطينيين في غزة، قصف سلاح الجو الإسرائيلي عددا من المواقع في القطاع الساحلي ليل الجمعة السبت، بينما أطلقت من القطاع صواريخ على إسرائيل.
وبين ضحايا سلسلة عمليات القصف الأخيرة للجيب الفلسطيني ثمانية أطفال وامرأتان من عائلة واحدة كانوا في منزلهم في مبنى من ثلاثة طوابق في مخيم الشاطئ للاجئين، حسب مصادر طبية في غزة.
وقال محمد ابو حطب والد الاطفال الثمانية في مستشفى الشفاء في مدينة غزة إنهم “كانوا آمنين في منزلهم ولا يحملون سلاحا ولم يطلقوا صواريخ”. واضاف ان الاطفال قتلوا “فيما كانوا يرتدون ملابسهم الجديدة لمناسبة عيد الفطر”.
من جهته دان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في بيان “المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال” في مخيم الشاطئ بمدينة غزة، معتبرا أنها “امتداد للمجازر التي نفذها في مناطق مختلفة من القطاع والتي تؤكد عجز العدو وفشله”.
وحمل هنية اسرائيل “المسؤولية الكاملة عن استمرار استهداف المدنيين والآمنين، ونؤكد أن المقاومة سوف تواصل الدفاع عن شعبها الأبي، وستلحق الهزيمة بجيش العدو وردعه عن الاستمرار في مجازره”.
وبلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين في الغارات الجوية الاسرائيلية على غزة منذ الإثنين إلى 126 قتيلا بينهم 31 طفلا، و950 جريحا حسب أرقام نشرتها السلطات الفلسطينية الجمعة.
وفتحت مصر السبت ، معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة للسماح بدخول عشر سيارات إسعاف تنقل فلسطينيين مصابين بجروح خطيرة لتلقي العلاج في مستشفيات مصرية حسب مسؤولين طبيين.
وقال الجيش إنه تم إطلاق أكثر من ألفي صاروخ على الأراضي الإسرائيلية منذ الإثنين ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص بينهم طفل وجندي، وإصابة أكثر من 560 آخرين بجروح. وأوضح الجيش أن الدرع الصاروخي “القبة الحديدية” اعترض نحو 90 بالمئة من هذه الصواريخ.
أكد الجيش الاسرائيلي في وقت مبكر من السبت أن طائراته الحربية قصفت ليل الجمعة السبت “مكتب عمليات” تابعا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالقرب من وسط مدينة غزة، بضربات ليلية إضافية استهدفت ما أسماه الجيش “مواقع إطلاق” صواريخ تحت الأرض.
كما قصف “موقعا للاستخبارات العسكرية” و”مواقع إطلاق صواريخ أرض-أرض” و”مجموعتين إرهابيين” كما كتب الجيش في تغريدة على تويتر.
وعلى الرغم من الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن جيشه سوف يلحق “انتكاسات خطيرة” بحركة حماس “الإرهابية” التي تسيطر على قطاع غزة الفلسطيني الفقير والمحاصر.
وقال “إنهم يدفعون وسيواصلون دفع الثمن غاليا. الأمر لم ينته بعد”.
وتقاتل اسرائيل على عدة جبهات. في الضفة الغربية من نابلس إلى الخليل وفي جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، رشق فلسطينيون بالحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من المقذوفات، القوات الإسرائيلية التي ردت مستخدمة الرصاص المطاطي وفي بعض الأحيان بالرصاص الحي.
وأدت هذه الصدامات مع الجيش الإسرائيلي إلى سقوط 11 قتيلا ونحو 250 جريحا الجمعة وحده في الجانب الفلسطيني خصوصا خلال تظاهرات غضب وتأييد لسكان قطاع غزة.
وتصاعد التوتر ليلا أيضا في حي شعفاط في القدس الشرقية حيث أشعل متظاهرون فلسطينيون ملثمون النار في أنقاض وردت الشرطة الإسرائيلية بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وما زالت السلطات الإسرائيلية في حالة تأهب السبت متوقعة مزيدا من الاحتجاجات في الضفة الغربية المحتلة.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة في 15 أيار/مايو من كل عام اليوم الذي يشهد اشتباكات عنيفة مع الجيش أو المستوطنين الإسرائيليين.
وفي بيان في هذه المناسبة، دعت حماس في بيان “جماهير شعبنا في الضفة والقدس إلى أن يواصلوا دورهم في مواجهة الاحتلال وتفويت الفرصة عليه في الاستفراد بالمسجد الأقصى المبارك” والاستمرار في “مقارعة المحتل في كل نقاط التماس مع هذا العدو المجرم”.
وأكد البيان أن “المعركة التي نخوضها اليوم هي معركة القدس ندافع فيها عن كل الأمة، ونحن في حماس في قلب المعركة ونقاتل من أجل حقنا في أرضنا”، مشددة على ضرورة “تكامل الجبهات في الضفة وغزة”.
اندلعت دوامة العنف الجديدة بعد إطلاق حماس وابلا من الصواريخ على إسرائيل “تضامنا” مع مئات الفلسطينيين الذين جرحوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ1967.
وجاءت هذه الصدامات في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد أيام من الاشتباكات في القدس الشرقية اندلعت خصوصا بعد تهديدات بطرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود.
وبدأت إسرائيل قصف غزة الاثنين ردا على إطلاق صواريخ على القدس من قبل حركة حماس ومجموعات فلسطينية مسلحة أخرى في القطاع. وصباح السبت، تواصل إطلاق صفارات الإنذار في جنوب البلاد.
وفي الضفة الغربية من رام الله إلى الخليل وفي جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967، رشق فلسطينيون بالحجارة والزجاجات الحارقة وغيرها من المقذوفات، القوات الإسرائيلية التي ردت بإطلاق الرصاص المطاطي وفي بعض الحالات بالرصاص الحي.
كما تواجه إسرائيل داخليا تصعيدا للعنف بين اليهود والعرب في المدن “المختلطة” حيث يعيشون عادة معا، لا سيما في اللد (وسط) ويافا القريبة من تل أبيب وعكا، في شمال البلاد.
لكن ليلة الجمعة السبت يوم العطلة الأسبوعية لليهود، كانت واحدة من الاكثر هدوءا في إسرائيل منذ بداية الأسبوع.
واستدعى الجيش الاسرائيلي الاحتياط خشية من فتح جبهة رابعة. فقد سمع دوي ثلاثة صواريخ أطلقت من سوريا مساء الجمعة على شمال اسرائيل.
وفي مكان غير بعيد، على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أطلق جنود إسرائيليون النار على متظاهرين لبنانيين تمكنوا من دخول الجانب الإسرائيلي لفترة وجيزة.
وقُتل أحد عناصر حزب الله كان يشارك في التظاهرة بطلقات نارية.
في مواجهة هذا التصعيد يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا الأحد.