دنيا و دين

محمد عبدالمجيد يكتب.. ” ليلة القدر “

ليلة القدر ليلة عظيمة يفوز بها من أدركها  وتعادل عبادة الف شهر ويتمنى الكثير أن يوفقه الله لإدراكها فهنيئا لمن فاز بها وهنيئا لمن تقبل الله منه صيامه وقيامه ومن أعتقه الله من النار بفضله ورحمته

•           إنا أنزلناه في ليلة القدر

نزل بالقرآن  جبريل – عليه السلام – جملة واحدة في ليلة القدر ، من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا ، إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السفرة ، ثم كان جبريل ينزله على النبي – صلى الله عليه وسلم

•           وما أدراك ما ليلة القدر

أنها ليلة التقدير ; سميت بذلك لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره لمثلها من السنة القابلة ; من أمر الموت والأجل والرزق وغيره . ويسلمه إلى مدبرات الأمور ، وهم أربعة من الملائكة : إسرافيل ، وميكائيل ، وعزرائيل ، وجبريل . عليهم السلام .

وعن ابن عباس قال : يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت ، حتى الحاج . قال عكرمة : يكتب حاج بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء أباءهم ، ما يغادر منهم أحد ، ولا يزاد فيهم

لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم ؟

إنما سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها ، من قولهم : لفلان قدر ; أي شرف ومنزلة . قاله الزهري وغيره . وقيل : سميت بذلك لأن للطاعات فيها قدرا عظيما ، وثوابا جزيلا . وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها . وقيل : سميت بذلك لأنه أنزل فيها كتابا ذا قدر ، على رسول ذي قدر ، على أمة ذات قدر . وقيل : لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر. وقيل : لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة . وقال سهل : سميت بذلك لأن الله تعالى قدر فيها الرحمة على المؤمنين . وقال : الخليل : لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة ; كقوله تعالى : ومن قدر عليه رزقه أي ضيق .

•           لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ

وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر .

•           تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ

 أى تنزل الملائكة أي تهبط من كل سماء ، ومن سدرة المنتهى ; ومسكن جبريل على وسطها . فينزلون إلى الأرض ويؤمنون على دعاء الناس ، إلى وقت طلوع الفجر  سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ

روي عن نافع وغيره ; أن ليلة القدر سلامة وخير كلها لا شر فيها . حتى مطلع الفجر إلى طلوع الفجر . قال الضحاك : لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة ، وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة وقيل : هي سلام ; انها ذات سلامة من أن يؤثر فيها شيطان في مؤمن ومؤمنة . وكذا قال مجاهد : هي ليلة سالمة ، لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا أذى . وروي مرفوعا . وقال الشعبي : هو تسليم الملائكة على أهل المساجد ، من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر ; يمرون على كل مؤمن ، ويقولون : السلام عليك أيها المؤمن ويسلم جبريل عليه السلام على المؤمنين فتجد فى الجسم قشعريرة ورقة فى القلب وتدمع العين

–           علامات ليلة القدر

أن الشمس ، تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها . وقال الحسن قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في ليلة القدر : ” إن من أماراتها : أنها ليلة سمحة بلجة ، لا حارة ولا باردة ، تطلع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع ” .

–           فضائل ليلة القدر

من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه رواه أبو هريرة . وقال ابن عباس : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” إذا كان ليلة القدر ، تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ، منهم جبريل ، ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري ، ولواء على بيت المقدس ، ولواء على المسجد الحرام ، ولواء على طور سيناء ، ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه ، إلا مدمن الخمر ، وآكل الخنزير ، والمتضمخ بالزعفران ” .

وفي الحديث : ” إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها ، ولا يستطيع أن يصيب فيها أحدا بخبل ولا شيء من الفساد ، ولا ينفذ فيها سحر ساحر ” .

وقال الشعبي : وليلها كيومها ، ويومها كليلها . وقال الفراء : لا يقدر الله في ليلة القدر إلا السعادة والنعم ، ويقدر في غيرها البلايا والنقم

اللهم أجعلنا من الذين قبلت

منهم الصيام والقيام و أعتقتهم

من النار بكرمك ورحمتك

محمد عبد المجيد إبراهيم

مدير إدارة السلامة والصحة المهنية

وحماية البيئة بقطاع البترول

باحث علوم إنسانية بيئية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى