منوعات و فن

بمواد طبيعية بسيطة.. سر جمال شعر ملكات الفراعنة

حالة من الهيبة والشموخ والاندهاش اعتلت على مستوى العالم أجمع تزامنًا مع انطلاق موكب المومياوات الملكية في رحلة ذهبية تاريخية بالمعنى الحرفي للكلمة، نقل فيه 18 ملكًا و4 ملكات من ملوك مصر القديمة، للمتحف المصري للحضارة المصرية.

وقال مجدي شاكر، الباحث في الحضارة المصرية، إن رحلة بعث نقلت مومياوات ملوك وملكات مصر من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف الجديد في الفسطاط بعد تجديده، من أبرزهم مومياء الملكة تي هي واحدة من 22 مومياء ملكية تم نقلها.

ونوه شاكر إلى أن منذ آلاف السنين مرت على حفظ جثمان الملكة «تي»، ابنة المستشار الشهير «يويا»، وأحد أهم مستشاري الملك أمنحتبت الثالث، والذي جاء من مدينة أخميم بسوهاج ليصبح واحدا من أهم رجال البلاط الملكي في مصر القديمة، وينجب «تي»، التي تتزوج من أمنحتب الثالث، وتكشف عن جثتها في عام 1988، ولكن هويتها لم تكن معروفة حتى عام 2010، حينما حلل عالم الآثار زاهي حواس الحمض النووي وأكد أنها زوجة الملك أمنحتب الثالث.

سر الحفاظ على شعر “الملكة تي” :

وأضاف شاكر أن السبب وراء ذلك هو أن “الملكة تي لديها مزيج خاص لشعرها، كل مكوناته هي، مواد طبيعية، ومن أهم مكوناتها الدهون الخلطة مكونة من “دهون اللحم البقري وشمع النحل” مع بعض الزيوت منها “زيت الخروع والصنوبر وزيت الفستق العطري، وأحماض الأزيليك”.

وخلال تلك السنين الطويلة ظل شعر” الملكة تي” محتفظا بجماله المموج الذي يميز معظم شعور المصريين، وعلى الرغم من إنه كان أسود اللون إلا أنه تحول للأحمر بفعل تغيرات الزمن، ولكن ظل الشعر محتفظا بجماله ورونقه.

وأوضح شاكر أن دكتور فيكتور بوزيدايف، هو الباحث الأول في الدراسة القائمة «أذهلتنا خصلات الشعر المنسدلة رغم أن المومياوات التي شملتها الدراسة تعود للألفية الأولى قبل الميلاد».

فقد أقيمت دراسة روسية من قبل معهد التكنولوجيا والطاقة الحيوية، حول المواد المستخدمة لتحنيط مومياوات الفراعنة، ووجدوا أن المادة المستخدمة لتحنيط الشعر مختلفة تماما عن المادة المستخدمة لباقي الجسم وهي عبارة عن خلطة كيميائية.

وقد أعلنت نتائج تلك الدراسة، بعد تحليل 3 مومياوات وإخضاعهم للتصوير المقطعي بالإشعاع البوزيتروني والتصوير المقطعي بالكمبيوتر.

وتابع شاكر: ” أتمنى يومًا ما أن نصنع منتجًا للشعر تحت اسم ” Queen T “

قصة الملكة تي  :

تم العثورعلى مومياء الملكة “تي” ، بجانب مومياوات في غرفة جانبية من قبر الملك أمنحتب الثاني ، بواسطة عالم الآثار فيكتور لوري عام 1898 م ، ولم يكن معروفًا في ذلك الوقت أن مومياء الملكة تي .

والجدير بالذكر أن نقل المومياوات الملكية يأتي ضمن مشروع ضخم لتطوير طرق عرض الآثار ، وإعادة تنظيم توزيعها في المتاحف نتيجة زيادة عددها بالمتحف المصري، وأن موكب المومياوات الملكية تعود إلى الأسرة السابعة عشرة والثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين ، بما في ذلك 18 مومياوات للملوك و 4 مومياوات للملكات، ينتقل موكب المومياوات من المتحف المصري إلى ميدان التحرير ، ثم إلى ميدان سيمون بوليفار ، ثم كورنيش النيل ، إلى حي السيدة زينب ، ثم إلى مصر القديمة ، إلى منطقة الفسطاط ومتحف الحضارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى