قصص فرعونية..عن ملك الوحدانية «إخناتون»
تقول ياسمين جاويش، باحثة في الآثار المصرية القديمة، إن أمنحوتب الرابع “إخناتون” ١٣٣٦:١٣٥٢ قبل الميلاد، هو ابن الملك “أمنحوتب الثالث” والملكه”تي”.
وأضافت جاويش، أنه تولى الحكم بعد وفاة والده “أمنحوتب الثالث”، وهو من ملوك الأسرة الثامنة عشر وقد حكم مصر لمدة ١٧ عاما، وقد اشتهر بتخليه عن تعدد الآلهه على عكس من سبقوه من ملوك، فدعا إلى عبادة “ٱتون” والتي تُوصف بأنها ديانة توحيدية “وحدانية” مما أثار صراع بينه وبين كهنة “آمون”.
وأوضحت جاويش، أنه قد بنى “أمنحوتب الرابع” بناء كبيرا خارج أسوار معبد “آمون -رع” أطلق عليه “جم-أتون” وقد رأى البعض أن هذا البناء قد شُيد للإله “آتون” وأن التماثيل والأعمدة الموجودة كانت بمثابة إعلان لما ينوي القيام به من فكر ديني وفني فلقد صورت تماثيل الملك بشكل أقرب إلى الأشكال الكاريكاتورية، حيث كان وجهه نحيل ومستطيل وذقنه بارز وشفتاه غليظتين وعيناه مستطيلتان وكان جسده غير متناسق حيث الكتفان قصيران والصدر منتفخ وقامته نحيلة.
وقد فرض أنه يعاني من بعض التشوهات الجسدية حيث لا يجرؤ أي أحد على تصويره بهذا الشكل ضد رغبته وإرادته، وظل أمنحوتب الرابع يجل الآلهة الأخرى ويعلي من شأن “آتون” حتى العام الرابع ويظهر ذلك في تدوين اسمه “آمون حتب” والذي يعني “هذا الذي يرضي آمون” على جدران معبد “آتون” الذي أقامه بالكرنك إلا أنه قد شعر بما يضمره له كهنة “آمون” وعدم رضاهم عما يقوم به تجاه “آتون” فقرر القيام ببعض الخطوات في سبيل نشر دعوته لآتون حيث ترك اسمه الذي ينتسب فيه لآمون واتخذ أسماء أخرى انتسب فيها لآتون ك”مر آتن” والتي تعني محبوب آتون و”وسر-ام-آخت-آتن” والتي تعني كل ما يُحيط به آتون و”ثز رن إن تن” و” نفر خبرو رع” و”أخ-ان-آتن” أي إخناتون.
وفي العام السادس من حكمه قد هجر طيبة وشيد عاصمة جديدة بين منف وطيبة وهي “أخت آتون” تل العمارنة حاليًا حيث بقى فيها أحد عشر عاما مع زوجته “نفرتيتي” والتي قد ابتعدت عنه بعد زيارة والدته الملكة “تي” للعمارنة في العام الثاني عشر من حكمه وثار الجدل حول سبب هذا الابتعاد فرأى البعض أن السبب وراء هذا الهجر هو عودتها من جديد إلى كهنة “آمون” بينما يرى البعض أن السبب هو تعصبها الشديد لديانة “آتون” وأنها غضبت من الملك عندما وجدته في أخريات أيامه يحاول التقارب مع كهنه “آمون”، ومات “امنحوتب الرابع” وهو في الحادية والاربعون من عمره، وسرعان ما عادت عبادة “آمون” مرة اخرى وأنتهى عهد “اخناتون” بوفاته.