رئيس جامعة القاهرة: لن نصنع عقلًا دينيًا جديدًا إلا بالانفتاح العقلي والخروج من الدوائر المغلقة
افتتح الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، الدورة الأولى لتدريب 50 إمامًا من مديرية أوقاف الجيزة في مجال الإرشاد النفسي وعلم الاجتماع، بمركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية، والتي تستمر على مدار 3 أيام في إطار تنفيذ بروتوكول التعاون الذي وقعه الدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة مع الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، للإعداد الجيد والتدريب المستمر للنهوض بالأئمة والواعظات في مختلف المجالات.
وقال الدكتور الخشت، في كلمته، للأئمة والواعظات، إن الجامعة تحرص على المشاركة الفعالة في تطوير العقل الديني، وأنه من الضروري أن نصنع عقلا دينيًا جديدًا، مؤكدًا أن ذلك لن يكون إلا من خلال العودة الى الوحي الكريم مفسرًا بالسنة الصحيحة بعيدًا عن التمذهب والفرق المتصارعة، والخروج من المدار الذي ندور فيه إلى مدار آخر مختلف، وفتح الأبواب والعقول والخروج من الدوائر المغلقة التي نعيش فيها.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن التغيير والتجديد يأتي بالاحتكاك بالعلوم الأخرى وإحداث تفاعل بين العلوم الشرعية والإنسانية والاجتماعية لاستعادة عصور الإبداع الفكري، مشيرًا إلى أن الأنبياء أنفسهم احتكوا بدوائر معرفية كبرى وسيرهم مليئة بالاحتكاك مع غيرهم، كما أن العلماء المبدعين المجددين اطلعوا على علوم الأمم الأخرى.
وأوضح الدكتور الخشت، أن علينا التفريق بين الدين بوصفه إلهيًا مقدسًا والخطاب الديني بوصفه خطابًا بشريًا قابل للصواب والخطأ، وعلينا إعادة النظر في بنية الخطاب الديني البشري بهدف العودة إلى المنابع الصافية للوحي الكريم وطرحه بصورة علمية تتناسب مع المتغيرات المجتمعية وظروف المكان والزمان وبما يقدم الفكر الإسلامي بصورة صحيحة تعكس قيم البناء والحضارة والانفتاح على الآخر والتواصل القائم على توظيف المعطيات الحديثة في نقل المعارف وتصحيح المفاهيم.
جدير بالذكر أن بروتوكول التعاون المشترك بين جامعة القاهرة ووزارة الأوقاف لتدريب الأئمة والواعظات يأتي في إطار دور الجامعة في خدمة المجتمع وتقديم الدعم العلمي والثقافي والتنموي لمختلف هيئات الدولة ومؤسساتها، ويتضمن البروتوكول تدريب الأئمة والواعظات في اللغة العربية وآدابها، والإرشاد النفسي وعلم الاجتماع، ومهارات الإعلام وفنون الاتصال، بما يسهم في توسيع المدارك الحياتية للعاملين في الحقل الدعوي، ويسهم في التعرف عن قرب عن مدى الرؤية العصرية التي وصل إليها مستوى الأئمة والواعظات، وإبراز صوت وصورة الإسلام الوسطي السمح من خلال الفكر المتفتح المستنير الذي يتسلح به هؤلاء الأئمة والواعظات، وتنمية مهاراتهم ومعارفهم للتعامل مع القضايا المجتمعية.
يشار إلى أن الدكتور محمد عثمان الخشت، عضو مجلس أمناء أكاديمية الأوقاف المصرية لتأهيل وتدريب الأئمة، وعضو بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ورئيس لجنة الفكر، وعضو مجلس إدارة مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف.